هل سيشهد سعر النفط قفزة مخيفة في حال تفاقم الأزمة حول إيران عسكريا؟ أم بالعكس سيسجل هبوطا وخصوصا إذا ما لجأت الولايات المتحدة وأوروبا في آن واحد إلى استخدام احتياطياتها النفطية الاستراتيجية؟ ما سبب مساعي السعودية لخفض سعر النفط   المرتفع حاليا ؟ وماذا وراء عودة الجدل بشأن تحول الاقتصادات الكبرى إلى الطاقات البديلة؟

معلومات حول الموضوع:

توقعات المحللين بشأن حالة سوق النفط العالمية تتراوح بين احتمال ارتفاع الأسعار في  العام الحالي الى مستوى يصيب الجميع بصدمة حادة وبين انخفاض تلك الأسعار لدرجة مذهلة أيضا.  بعض المحللين يعتقدون ان السعر الحالي للنفط مبالغ فيه كثيرا بسبب الضربة المتوقعة لإيران والمخاوف المرتبطة بغلق مضيق هرمز الذي تمر منه قرابة ثلث الصادرات بالناقلات العملاقة.  وتفيد بعض التقديرات ان توقف ارساليات النفط من منطقة الخليج ولو لوقت قصير يمكن ان يرفع اسعاره رأساً الى مائتي دولار للبرميل، وربما اكثر.

الا ان هنالك عواملَ  يمكن ان تفضي، على العكس، الى هبوط اسعار الذهب الأسود في البورصات. الولايات المتحدة لديها في السنوات العشر القادمة فرصة التحول الى منتج كبير للمحروقات الكاربونية، وقد تزيح الدولتين الرياديتين حاليا في هذا المجال، ونعني روسيا والمملكة العربية السعودية. والى ذلك تعرب الولايات المتحدة ودول الإتحاد الأوروبي عن إستيائها من ارتفاع أسعار النفط لدرجة كبيرة، وتفكر في  إمكانية فتح احتياطياتها الإستراتيجية الكبيرة جدا. وبسبب حالة الأسعار ورغبة اوباما في تقليل اعتماد الولايات المتحدة على الإرساليات الأجنبية سيعمل الأمريكيون أيضا على  توسيع اعمال الحفر والتنقيب  في جرفهم القاري. وعلى خلفية الحملة الإنتخابية يتحول العامل النفطي من مسألة اقتصادية الى مسألة سياسية، طالما أن النفط الباهظ الثمن يقود الى ارتفاع اسعار البنزين في الولايات المتحدة، فيؤثر سلباً على شعبية الرئيس اوباما في الحملة الإنتخابية.

وفي المحصلة الأخيرة، ورغم التوتر الذي لا يزال قائما في الخليج، نسمع توقعات بأن اسعار النفط  العالمية ستهبط في القريب العاجل الى أدنى من مائة دولار للبرميل. ومما له دلالته ان توقع هبوط الأسعار يتعارض مع الدعوات التي تكررت في الآونة الأخيرة لإنتقال اقتصادات الدول الكبرى التدريجي الى  مصادر الطاقة البديلة المتجددة. وسبب هذا التعارض ان مشاريع الطاقة البديلة يمكن ان تكون غير مربحة في ظل اسعار النفط الواطئة نسبياً.